نقرأ كثيرا عن تاريخ العرب قبل الإسلام، وجزء مهم من تصورنا عنهم مرتبط بشغفهم بقصائد الحب، حتى أنهم كانوا يبدأون بها كتابة الشعر، لكن ماذا عن القصص والأساطير المرتبطة بها. سنحكى اليوم قصة "أجا وسلمى" معتمدين على ما يقوله كتاب "معجم آلهة العرب قبل الإسلام" لـ جورج كدر، تحت عنوان "أساطير أجأ وسلمى"، قال فى "العباب الزاخر" عن محمد بن حبيب، إن "أجأ" هو ابن عبد الحى، عشق بنت حام بن جمى من بنى عمليق بن حام، وهى أول امرأة سميت "سلمى" فهرب بها "أجِأُ" فاتّبعها إخوتها، منهم الغميم وفَدَك وفائد يعنى فَيْداً - والحَدَثان والمُضِلّ، فأدركوهما بالجبلين فأخذوا سلمى ففقأوا عينيها ووضعوها على أحد الجبلين فسُمّى سلمى وكتفوا "أجَأُ" ووضعوه على الجبل الآخر فسُمّى أجَأُ. وفى رواية "البكرى" عن أبى على القالى فيما نقله عن رجاله قال، كانت "سلمى" امرأة، ولها "خِلم" يقال له: "أجأ" والتى تسدى الأمر بينهما العوجاء، فهرب "أجأ" بهما، فلحقه زوج سلمى (فى رواية ابن منظور "بَعل سلمى")، فقتل أجأ وصلبه على ذلك الجبل فسمى به، وفعل كذلك بسلمى على الجبل الآخر فسمى بها، والعوجاء جبل هنالك أيضاً صلب عليه المرأة الأخرى فسُمى بها.
أجا وسلمى
من المواقع السياحية الحيوية في «حائل»، التي شهدت ارتفاعاً في نسبة الزيارات بين العوائل والأصدقاء والأفراد، خلال موسم «شتاء السعودية»، سلسلة جبال «أجا وسلمى» التي تشكل علامة فارقة في «السياحة الحائلية»، خصوصاً أنهما من أشهر المعالم الأسطوريّة في المنطقة التي تناقلت سيرتهما عبر العصور بين السكان. ولأهمية التنزه في سلسلة جبال «أجا وسلمى» لا تكاد تخلو قائمة المجموعات السياحية التي تشرف عليها الشركات المتخصصة في تنظيم الرحلات من زيارتها؛ حيث أصبحت أحد أهم المسارات السياحية في «عروس الشمال» حائل. وتكتسي جبال «أجا وسلمى» بأشجار الطلح؛ الأمر الذي جعل منها مكاناً مثالياً للتنزّه؛ سواء لأهالي المنطقة أو القادمين إليها من المناطق الأخرى؛ للاستمتاع بالتجارب السياحية؛ من تصوير الطبيعة، والنزهات الخلوية، والمشي لمسافات قصيرة أو طويلة، والتخييم، والتعرُّف على النباتات المنتشرة فيها، ورصد النجوم بالتلسكوبات، وزيارة المواقع الأثرية. أجا وسلمى. المنطقة التي تقع فيها قواعد سلسلة جبال «أجا وسلمى» تضم عدداً من الجبال الأخرى أيضاً، مثل: «كرمان الأسمر» و«رمان الأحمر»، إضافة إلى وجود أودية وسهول وصحارى في الأجزاء الجنوبيّة الخارجيّة لجبال أجا.
هل تعرف &Quot;أجا وسلمى&Quot;.. آلهة الحب عند العرب قبل الإسلام - اليوم السابع
كنوز الجبلين
وبالنسبة للجبل الأكبر "أجا" فهو يسقط غرب مدينة حائل، وهو عبارة عن مُتتالية تصل لمسافة 40 كيلومتراً، وبعمق يرد إلى 30 كيلومتراً. ويمتاز بالأثر الأشهر وهو العقدة، وآثار توارن. والعقدة هي منطقة تقع في عمق جبال أجا، وتشتهر بالمزارع والأودية التي توافر نباتاتها الطبيعية منطقة رعي للمواشي والإبل. ويمكن التوصل بيسر إلى العقدة من داخل مدينة حائل، وذلك عن طريق سماع طريق العقدة الممتد من وسط مدينة حائل إلى عمق جبال أجا. هل تعرف "أجا وسلمى".. آلهة الحب عند العرب قبل الإسلام - اليوم السابع. قصر حاتم الطائي
في توارن وللباحثين عن الوثائق القديمة والتراث، فإن قرية توارن في عمق جبال أجا من الجهة الشمالية تمتاز بأنها تشهد قصر حاتم الطائي، الذي قامت اللجنة العامة للسياحة والآثار بتجهيزه بمظلات سعف النخل، وأيضا المقاعد الحجرية للاستراحة. جبل سلمى
أما بشأن جبل سلمى فهو عبارة عن مُتتالية جبلية متصلة، تقع على مساحة 100 كم في الجنوب الشرقي لسلسلة أجا. ولطالما اقترن اسم سلمى بأجا منذ العصور قبل الإسلام حتى الحاضر. وتُعتبر الوثائق القديمة الإسلامية لمدينة فيد ودرب زبيدة من أبرز مواقع الزيارة في جبل سلمى، إضافة إلى العديد من العيون والمزارع والفوهات البركانية الشاهقة، كفوهة الدارة بالجزء الشرقي لجبل سلمى، وفوهة الهتيمة بالجزء الجنوبي.
قامت سلمى بالهرب مع أجا وبرفقتها خادمتها والتي تُعرف بالعوجاء، ولكنهما لم يفلتا من مطاردة الأهل لهما، حيث ألقي القبض عليهما عند مدينة حائل، وتحديداً بين الجبلين هناك، فقاموا بقتلهما ومن ثمّ صلبهما، وصلبوا الشاب أجا في الجبل الغربي، والفتاة سلمى في الجبل الشرقي، وما زال الجبلان حتّى يومنا هذا يحملان اسمهما. الطبيعة والتضاريس في جبال أجا سلمى تشتهر سلسلة جبال أجا سلمى بتضاريس متعدّدة، حيث نجد في سفوحها تشكّلات لعدّة أودية كبيرة، والتي تُعرف في منطقة حائل باسم شعبان، وتغطّي هذه الأودية أشجار فطريّة وهي الطلح، الأمر الذي يجعل من طبيعة هذه الجبال مكاناً مناسباً للتنزّه والترفيه. تُسمّى المنطقة الواقعة بين جبلي أجا وسلمى الثنية؛ حيث نجد فيها عدداً كبيراً جداً من السلاسل الجبليّة، وأهمّ هذه السلاسل هي جبل رمّان الأحمر وأيضاً جبل رمان الأسمر، أمّا الأودية التي تنحدر عن جبل أجا فإنّ أشهرها هو وادي عقدة، ويليه وادي مشار، وأيضاً وادي الرعيلة، وهناك وادي عانقة، إضافة إلى وادي نوران، وجميعها تلتقي مع الصحاري والسهول التي تقع خارج نطاق سلسلة أجا؛ حيث نجد في القسم الجنوبي منها عدد من القرى. نجد عدداً من الأودية التي تصبّ من جبال رمان، كوادي المشط، وأيضاً وادي حميان، وهنالك وادي أبو نمر، إضافة لوادي أركان، وغيرها الكثير كوادي هدباء وأيضاً دارة طيء، ووادي الحامريّة، وأيضاً شبيكة، وسراء، ويُعتبر أكبر هذه الأودية على الإطلاق هو وادي العش، الواقع في النقطة الوسطى بين جبلي أجا وسلمى.